أسطنبول – – وكالات
قال مسؤولو مجموعة تركية قابضة على صلة وثيقة برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن يوم أمس الثلاثاء إن الشرطة التركية داهمت مكاتبها. وكولن حليف سابق للرئيس التركي رجب طيب أردوجان وأصبح خصما له.
الكيان الموازي
ويقول أردوجان الذي يسعى لفوز حزب العدالة والتنمية الحاكم بالأغلبية في انتخابات مبكرة تجرى في أول نوفمبر إن كولن أسس كيانا موازيا داخل الدولة من خلال أنصاره في القضاء والشرطة والمؤسسات الأخرى ومن بينها الإعلام.
وذكرت وكالة الأناضول الحكومية للأنباء أنه يجرى تفتيش 23 شركة تابعة لمجموعة كوزا ايبيك التي تقوم بأنشطة متعددة في قطاعات منها التعدين والإعلام للاشتباه بأنها تقدم دعما ماليا لما وصفتها «بمنظمة فتح الله الإرهابية».
ولم يتسن الحصول على تعليق الشرطة. وقال اركان اكوس رئيس تحرير قناتي كانالترك وبوجون التلفزيونيتين التابعتين لكوزا ايبيك إن السلطات تقوم بتفتيش مقر الشركة القابضة والقنوات التلفزيونية التابعة لها في أنقرة ومنزل رئيسها أيضا.
إسكات المعارضة
وقال اكوس لرويترز: «الهدف هنا هو إسكات وسائل الإعلام المعارضة قبل الانتخابات. «من الخطأ تصور أن الهدف هو مجموعتنا فحسب. إنهم يبدأون بنا لجس النبض وإذا لم يفجر هذا الغضب فقد يمتد إلى مجموعات إعلامية أخرى».
وهوت أسهم شركات كوزا ايبيك ومن بينها شركة ايبيك دوجال إنيرجي للطاقة وكوزا مادنجيليك للتعدين عشرة في المئة. كما تراجعت أسهم شركات إعلامية أخرى ليست تابعة لكولن.
واعتقلت الشرطة في أواخر العام الفائت العشرات في مداهمات على منافذ إعلامية تربطها صلات بكولن. وينفي كولن الذي يعيش في منفى اختياري بمدينة بنسلفانيا الأمريكية منذ عام 1999 سعيه للإطاحة بأردوجان. وظهر الخلاف بين أردوجان وكولن على السطح في 20 ديسمبر عندما سلطت الأضواء على تحقيق فساد يستهدف الدائرة المقربة من أردوجان. وألقى أردوجان باللوم على أنصار كولن وأجرى عمليات تطهير للآلاف في سلكي الشرطة والقضاء يعتبرهم موالين لكولن.
اتهامات للحكومة
من جانبها، أبدت نازلي إيليجاك وهي واحدة من أبرز الأكاديميين والكتّاب في تركيا، ردة فعل شديدة على هذه المداهمة والتفتيشات قائلة: «هناك حكومة تقطعت بها السبل في تركيا أو بالأحرى هو شخص– في إشارة منها للرئيس رجب طيب أردوجان– إلا أن ذلك الشخص سيُحاسب على أفعاله إن آجلا أم عاجلا. إذ ثمة العديد من الادعاءات حول تورطه وأسرته في أعمال الفساد. وهو يحاول عبر هذه المداهمات ترويع وإخراس كل من ينتقده أو الأشخاص والجهات التي كشفت عن أعمال الفساد والرشوة التي طالت أيضًا عددًا كبيرًا من رجال حكومته»، حسب قولها.
وأوضحت الكاتبة إيليجاك أن تراجع معدل أصوات حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الأخيرة أزعج أردوجان بشكل كبير، مضيفة: «من الواضح أن نسبة الأصوات ستقل أكثر من ذلك، وأن الانتخابات المبكرة لن تكون كافية لفوزه وبسط سيطرته. ومن الواضح أيضا أنهم يرغبون في إسكات وتكميم أفواه المؤسسات الإعلامية الثابتة على مبادئها. لكن لن ينالوا ما ينشدونه، ولن يصلوا إلى أية نتيجة أبدا».
واستنكرت رئيسة مجلس الصحفيين الأتراك بينار تورينتش حملة المداهمة، لافتة إلى أن هذه الحملة الشنيعة جعلت سمعة تركيا واعتبارها في الأرض. وقالت إن ثمة محاولات للسيطرة على المؤسسات الإعلامية في الوقت الذي تتوجه فيه البلاد لانتخابات مبكرة.
وأضافت: «كان المدون التركي الشهير على موقع التواصل الاجتماعي تويتر فؤاد عوني كشف قبل أيام عدة عن أن الرئيس رجب طيب أردوجان أصدر أوامره لتنفيذ حملة ضد وسائل الإعلام الحر سعياً لإسكاتها قبيل إجراء الانتخابات المبكرة المزمع إجراؤها في الأول من نوفمبر المقبل. هذه العملية لا يمكن قبولها بأي شكل من الأشكال. ولا يمكن لكم أيها السادة أن تقنعوا أحدا بأن تركيا تنعم بإعلام حر في ظل ما يجري».
حملة المداهمة
وشملت حملة المداهمة مقر صحيفة «بوجون التي كشفت عن شحنة أسلحة كانت في طــــــريقــها من تركيا إلى مسلحين في سوريا، تتهم المعارضة التركية فيها، الحكومة بأنها أرسلتها إلى مقاتلي تنظيم داعش.
وقال أرهان باشيورت رئيس تحرير صحيفة «بوجون» التركية، إن السلطات بدأت عملية ترويع وإسكات وتكميم الأفواه المعارضة ضد مجموعة إيبيك الإعلامية، مضيفاً: يداهمون الإعلام ومجموعتنا في اليوم الذي كشفنا فيه عن صفقة الأسلحة المرسلة لتنظيم داعش"، حسب قوله.
وقام رجال الأمن الذين تلقوا الأوامر والتعليمات من الرئيس رجب طيب أردوجان شخصيًّا بتفتيش وتدقيق داخل الشركات التابعة لمجموعة أيبيك وعلى رأسها منزل أكين إيبيك صاحب مجموعة إيبيك الإعلامية.
يُشار إلى أن فؤاد عوني؛ المدون التركي المشهور على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، المعروف بفضحه خطط ومؤامرات الرئيس رجب طيب أردوجان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، يكتب منذ أيام أن أردوجان يستعد لشن حملة بهدف إخراس الإعلام المعارض. كما ساق عوني ادّعاءات مفادها أن أردوجان يستعد أيضا لمصادرة المجموعات الإعلامية المنتمية للفصيل اليساري والليبرالي وعلى رأسهم جميعًا حركة الخدمة.
أعمدة فارغة
في غضون ذلك؛ أصدرت صحيفة «سوزجو» التركية يوم أمس الثلاثاء بمساحات فارغة في مكان أعمدة الرأي احتجاجا على إجراءات الحكومة ضد وسائل إعلام المعارضة والاستمرار في الضغط على المسؤولين عنها وعلى الصحفيين.
وكتبت الصحيفة في المانشيت الرئيسي على صفحتها الأولى: «إذا صمتت سوزكو صمتت تركيا»، موجهة التهم للرئيس رجب طيب أردوجان وحزب العدالة والتنمية الحاكم بممارسة أنواع مختلفة من الضغوط على وسائل الإعلام بدءا من العام الفائت.
وأوضحت الصحيفة أنها واجهت 57 قضية و67 شكوى جنائية بالقضاء إلى جانب إقامة دعاوى ضد 10 من كتاب الأعمدة بسبب مقالات الرأي الخاصة بهم.
وقالت الصحيفة: «الرئيس أردوجان يحاسبنا على كل ما نكتبه حتى وإن كانت موضوعات لا تحمل اسمه، ومن الواضح أن الهدف الرئيس من ذلك هو التخويف وفرض السيطرة مستخدما القضاء في تقويض حرية
|
Wednesday, September 2, 2015
حملة أمنية ضد «إعلام المعارضة» في تركيا
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment