أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل
مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن العام
2015 شهد تحقيق دولة الإمارات العديد من الإنجازات المهمة في إطار نهضتها
الشاملة إذ كانت تلك الإنجازات بين الأسباب التي أسهمت في ترسيخ المكانة
الرائدة التي وصلت إليها دولتنا على المستويين الإقليمي والدولي كنموذج
يحتذى في مختلف مسارات العمل التنموي وجعلت منها منارة للاستقرار والتقدم
في منطقة الشرق الأوسط.
وأوضح سموه أن جهود التنمية المتواصلة في دبي تتكامل مع الرؤية
الاقتصادية الكلية لدولة الإمارات مع تبني دبي لمجموعة من المشاريع النوعية
ذات المستوى العالمي والتي تصب في تعزيز قدرات الاقتصاد الوطني، مستشهداً
سموه بمعرض «إكسبو الدولي 2020» الذي تستعد الإمارات لاستضافته في دبي مطلع
العقد المقبل تزامنا مع الذكرى ال 50 لقيام دولة الاتحاد بما لهذا الحدث
العالمي الكبير من آثار اقتصادية كبيرة ليس فقط في الاقتصاد المحلي ولكن في
المنطقة بصورة عامة.
جاء ذلك في كلمة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم التي تصدرت
«تقرير دبي الاستثماري 2015» الصادر عن مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار إحدى
مؤسسات دائرة التنمية الاقتصادية في دبي بالتعاون مع «ذا بيزنس يير» الشركة
العالمية للأعمال الاستشارية.
وتطرق سموه في كلمته إلى أهمية المشاركة المجتمعية في تحقيق الأهداف
المرجوة لاسيما في تنظيم دورة استثنائية ستشكل علامة فارقة في تاريخ
«إكسبو» الذي يعد أعرق معارض العالم، قائلاً سموه «إننا نعول كثيراً على
الطاقة الإيجابية لدى أفراد المجتمع وعلى قدراتهم الإبداعية ومستوى تعاونهم
في تحقيق رؤيتنا لهذا الحدث المهم.. فشعار - تواصل العقول وصنع المستقبل -
الذي ستحمله فعاليات المعرض يعبر بصدق عن الأهداف التي تسعى الإمارات إلى
تحقيقها على الصعيدين الدولي والمحلي.. باستقطاب المعرض زواراً من مختلف
أنحاء العالم لتبادل الخبرات والأفكار ولاكتساب معارف جديدة في مختلف
المجالات إعلاء للقيم التي تبناها هذا المعرض منذ انطلاقه في العام 1851».
رحابة آفاق التطوير والتحديث
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن آفاق التطوير والتحديث
رحبة وتشمل مجموعة كبيرة من الأهداف النوعية التي تعمل دبي على تحقيقها من
خلال خطط واستراتيجيات على قدر عال من التميز، مشيراً سموه الى أن مسار
التطوير الاقتصادي يشمل عدة محاور ربما من أهمها تحويل دبي إلى عاصمة
للاقتصاد الإسلامي بحلول العام 2018 وهو الهدف الذي نجحت دبي في تحقيق جانب
كبير منه خلال السنوات القليلة الماضية.
وأضاف سموه في هذا الشأن «قمنا
في العام 2014 بإطلاق مركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي ليكون عوناً على
تحقيق هذا الهدف.. في الوقت الذي أحرزت فيه دبي تقدماً طيباً في هذا المجال
مع تمتعها بقطاع مالي إسلامي قوي آخذ في الازدهار والنمو وبمعدلات ربما
قاربت ضعف المعدلات العالمية لنمو القطاع المالي التقليدي على مدى السنوات
القليلة الماضية».
ترتيب التنافسية العالمية
وعن استراتيجية دبي لتعزيز مكانتها كأكثر الوجهات تميزا في القرن الحادي
والعشرين ورؤية دبي السياحية 2020 الرامية لاستقطاب 20 مليون زائر بحلول
عام 2020.. أكد سموه أن الإمارة تمتلك من المقومات ما يعينها على تحقيق تلك
الأهداف.. وقال: «تحتل دولة الإمارات المرتبة الثامنة على مستوى العالم
والأولى في منطقة الشرق الأوسط في ترتيب التنافسية العالمية الصادر عن
صندوق النقد الدولي» في إشارة للقدرات القوية التي تميز البيئة الاقتصادية
لدولة الإمارات والتي تعكسها دبي بوضوح فيما توفره من مناخ داعم للاستثمار
وقطاعات الأعمال المتنوعة.
وأشار سموه إلى تميز مقومات البنية الأساسية
في دبي والتي تعتبر من أهم العوامل المساعدة على تحقيق الأهداف الاقتصادية
للإمارة.. وقال سموه «تقترب دبي يوماً تلو الآخر من تحقيق أهدافها فمثلاً
مطار آل مكتوم الدولي من المتوقع أن يصبح أضخم مطار في العالم بطاقة
استيعابية إجمالية تناهز 160 مليون مسافر و12 مليون طن شحن سنوياً» في
إشارة للمكانة المتميزة التي تتمتع بها دبي والتي لا تلبث أن تتنامى كحلقة
وصل محورية لحركة السفر والتجارة في العالم.
التعليم عماد مسيرة النجاح
وشدد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلمته على أهمية
التعليم ووصفه سموه بأنه «عماد مسيرة نجاح دولتنا وأنه أساس القيم التي
تأسست عليها رؤية الإمارات 2021».. مؤكداً سموه أهمية إمداد مجتمع دبي
وكافة أفراده سواء كانوا من مواطني الدولة أو المقيمين بالعلم والمعرفة
والمهارات والتي من شأنها تعزيز مكانة الدولة وضمان استمرارية الحفاظ على
ريادتها ضمن شتى المجالات.
وقال سموه:
«أسسنا نظاماً تعليمياً يواكب أحدث التوجهات العلمية العالمية ونسعى حالياً
لجعل هذا النظام مثالاً للتميز على مستوى العالم حيث يمكننا من خلال
التعليم أن نواصل التفوق وأن نحافظ على مكانتنا في الطليعة في كافة
القطاعات»، مؤكداً سموه أن هذا المستوى من التعليم والخبرة العلمية هو ما
أهلنا لإعداد مشروع وكالة الفضاء الإماراتية لإطلاق مسبار الأمل إلى المريخ
في العام 2021 وهو الحدث الذي يعني دخول العالم العربي عصر استكشاف
الفضاء. (وام)
طموحات دبي
أوضح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن طموحات دبي لتكون أفضل
مدينة في العالم تقوم على مجموعة من القيم المهمة تتلخص في العمل الجاد
والانفتاح الواعي على شتى الثقافات.. وقال سموه: «إن قصص النجاح التي يعرض
لها تقرير دبي الاستثماري 2015 تعد شهادة حقيقية على أن قصة نجاح دبي
مرتبطة بنجاح أفراد مجتمعها بكل ما يملكونه من طاقات وأفكار، فتكامل وتضافر
تلك النجاحات يعني الوصول إلى مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً استكمالاً
لما حققناه من إنجازات متميزة وانطلاقاً نحو مرحلة جديدة في رحلتنا مع
التنمية».
ويشمل «تقرير دبي الاستثماري 2015» مقابلات مع أكثر من 150 شخصية من
صناع القرار وكبار المسؤولين الحكوميين والتنفيذيين حول القطاعات الرئيسية
للاقتصاد بما في ذلك التمويل والطاقة والصناعة والاتصالات وتكنولوجيا
المعلومات والنقل والخدمات اللوجستية والبحرية والبناء والعقارات والصحة
والتعليم والسياحة.. كما يتضمن عدداً من الحقائق والأرقام الحيوية في
الاقتصاد الكلي والجزئي.
استقبل عدداً من أعضاء مجلس ريادة الأعمال العالمي
محمد بن راشد: الإمارات ..المكان المفضل لرواد الأعمال والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس
الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات أصبحت المكان المفضل لرواد
الأعمال والمبتكرين من مختلف أنحاء العالم الذين يجدون فيها البيئة
المثالية للاستثمار في مواهبهم وتوظيف طاقاتهم لخدمة الإنسانية وتحقيق
أهدافهم وطموحاتهم.
وقال سموه: «نعقد على رواد الأعمال آمالا كبيرة. إيماننا بأفكارهم
الخلاقة لا حدود لها، فهم الذين يرسمون خريطة المستقبل بهمة عالية وطموح لا
يعترف بالعوائق والحدود. هم أساس بناء المجتمعات النابضة بالحياة وعماد
ريادتها في الأعمال والاقتصاد والثقافة والميادين الأخرى كافة».
جاء ذلك خلال استقبال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في دبي،
عدداً من أعضاء مجلس ريادة الأعمال العالمي التابع لمؤسسة الأمم المتحدة،
وهو مجلس استشاري استراتيجي يضم نخبة من الخبراء ورواد الأعمال الشباب
البارزين من مختلف أنحاء العالم.
بناء الدول الناجحة
ورحب سموه بأعضاء المجلس معرباً عن ثقته برواد الأعمال الذين يشكلون
اللبنة الأساسية لبناء الدول الناجحة. وأضاف: «ثقتنا كبيرة بجيل الشباب،
فهم يعرفون دورهم ومسؤولياتهم. دائماً يبحثون لأنفسهم عن موقع ليضعوا بصمة
على طريق تطوير مستقبل شعوبهم ورفعة دولهم. يواجهون التحديات ليكتشفوا فيها
الحلول. لا يعرفون المستحيل وكل شيء في منظورهم ممكن وقابل للتطبيق.
يحتاجون فقط إلى من يستمع إليهم ويؤمن بقدراتهم ويدعمهم».
بيئة تطوير متكاملة
وقال سموه: «لقد عملنا في الإمارات على توفير بيئة تطوير متكاملة ترعى
وتنمي أفكار الشباب وتعزز مفهوم ريادة الأعمال عبر منظومة دعم شاملة لكل ما
يحتاجونه من برامج التدريب وشبكات التواصل الفاعلة لتحويل أفكارهم إلى
مشاريع واقعية. وفّرنا لهم فرص الاستفادة من تجارب رواد الأعمال المتميزين
من جيل الأوائل الذي ساهم في بناء نهضة الإمارات». وأضاف صاحب السمو الشيخ
محمد بن راشد آل مكتوم «نحن شركاء في هذا العالم وأصدقاء لكافة الشعوب.
نتطلع عبر هذه الشراكة إلى أن نعمل معاً بمسؤولية ونوحد طاقاتنا لخلق بيئة
جاذبة للمبتكرين ورواد الأعمال الشباب. أبواب الإمارات مفتوحة لهم ليبتكروا
ويبدعوا ويتعرفوا إلى تجاربنا الناجحة ويستفيدوا من فرص تنمية مشاريعهم
وإنجاح أعمالهم وأخذ مواقعهم في قائمة أهم القادة ورجال الأعمال في
العالم».
وعبر سموه عن سعادته بلقاء أعضاء مجلس ريادة الأعمال العالمي الذي يضم
نخبة من الرواد الشباب من مختلف دول العالم برئاسة أشيش ثكار، وأبدى تقديره
لثقتهم باختيار دبي مقراً للمجلس في دورته الحالية التي تمتد سنتين.
وفي ختام الاجتماع، أعرب أعضاء مجلس ريادة الأعمال العالمي عن اعتزازهم
وسعادتهم بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وعن شكرهم لما
قدمه من توجيهات ونصائح تنم عن رؤية بعيدة المدى لقائد يتمتع بالحكمة،
ويستشرف المستقبل ويتفهم تطلعات الشباب وطموحاتهم ويحرص على نجاحهم في بناء
مستقبل واعد. مؤكدين أن ما قدمه سيساعدهم على نجاح أعمال المجلس في دورته
المقبلة.
حضر الاجتماع محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، وخليفة
سعيد سليمان مدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي. وقد أعلن مجلس
ريادة الأعمال العالمي التابع لمؤسسة الأمم المتحدة عن اختيار دبي مقراً
لدورته الحالية التي تستمر عامين لما تمثله من وجهة عالمية مهمة ومركز رئيس
لريادة الأعمال بمفهومها الحديث، وما تقدمه من تسهيلات ومزايا جعلت منها
بيئة جذب واستقطاب للمبتكرين والمواهب الواعدة ورواد الأعمال من كل أرجاء
العالم.
أول عضو عربي
وكان المجلس اختار في وقت سابق عهود الرومي مدير عام مكتب رئاسة مجلس
الوزراء، لعضويته لتكون بذلك أول عضو عربي يحصل على هذه العضوية في دلالة
على الدور القيادي الرائد للمرأة الإماراتية على المستوى العالمي.
وتعد
دورة مجلس ريادة الأعمال العالمي الحالية ثالث دوراته منذ تأسيسه عام 2011
ويضم في عضويته نخبة من الخبراء ورواد الأعمال الشباب البارزين من مختلف
القطاعات، بما في ذلك العمل المؤسسي والمجتمعي والإعلامي من مختلف أنحاء
العالم، وتقتصر العضوية على الشخصيات الرائدة التي يختارها المجلس مباشرة
بناء على كفاءاتها القيادية وريادتها في العمل واهتمامها برفع مستوى الوعي
بالقضايا الإنسانية العالمية.
ويشمل نطاق عمل المجلس التابع لمؤسسة
الأمم المتحدة إنشاء شراكات جديدة وتعزيز دور المؤسسة في نشر ثقافة ريادة
الأعمال ودعم حملات وبرامج منظمة الأمم المتحدة والمؤسسة، وتنظيم اجتماعات
لأبرز رواد الأعمال مع قادة العالم وممثلي الأمم المتحدة للتوصل إلى حلول
لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجهها الأمم المتحدة.